ذهبْت هُناك بعِيداً عنْ كُل مايُذكرنى بِك
تسلقْت صُخور الغرْق وتلحفْت بغِطاءٍ مِن الوهمِ بنِسيانك
نعمْ .. أنَا منْ اتخَذ القَرار بهجرانِك ..
لا ألومكْ ولا أقْوى عَلى عِتاب القدَر أو شكْوته
هلْ مِن حاكمٍ ظالِم ينصفُنى على جريمَتى الغبِية ..!
لمْ يعُد أمامِى سِوى البُكاء على أطْلال وليدَة لم يكتمِل نموها
كلمّا اجْهضتك تعَلق طفلُك بجِدار الرحِم أكثْر وأكثْر
ذلِك الجَنين الذى وُلد فوْق خُطوط آلاف الأميَال
وعلِى بُعد آلاف آلاف السنِين
لا تبْحث عنِى مُجدداً فلَن تجدُنى هناكْ
لا تنْتظرنى كَما الوعْد عِند ذلِك المرْفأ
ولنْ أُحدِث عنْك المَوج بعْد الآن ..
لنْ أُرسِل لكَ تِلك الخِطابات المُلثمة بقُبلاتى البارِدة
لنْ نجُوب سَويةً أرجَاء رُوما العذْراء
ولنْ تفترِش أجْسادنا تِلك العَذبة الخَضراء ..
لنْ أشتَكى نوباتِ البُكاء ولا هذَيانِ الصَمت
لنْ اتبَعثر تحْت صُحفِ حُلم تُدثرْنى بِصوتِك
لنْ اكونَ تِلك البيْضاء التِى تزْهو بذَيل ثوبِها الطوِيل
وتتمَايل فوقَ شِفاه رِمال الشاطِىء المالِحه
لنْ نرقُص سَوياً على انْغامٍ الحَانها انْت وانَا فقطْ ..
تكثُر ثرثَرتى تحْت لِواء الـ " لنْ " ..
ولا أجِد سبِيلاً سِوى العوْدة مرةً أُخرى لتِلك الصُخور
والبُكاء طَويلاً عليها ، رُبما حِينها انزِف حُبك تحْت أقْدامى
ويَجهض ذلِك الوليدْ الذِى لطالَما تمنيْته عُمراً وعُمراً وعُمراً
ويظلُ الموتً على شىءٍ بك وحدكْْْ
أُنشودة بلْهاء لتردِدها طيور شُرفتى التِى لمْ تَطأها يَوماً ..
لنْ تَكفى ألفُ ليلةٍ وليلةْ شتْوية لِتدفىء ذلكَ الوخزْ
ليتَنى مَا عانقتُ ذلكَ الليلُ ولا رقصتُ على أنغامِ الألمْ
وحدهُ الزمنُ كفيلٌ بذلكَ أوْ لَعلى أعودُ يوْماً مَا ..
أرأيت من قبل من يرقص على صرخاتِ نواح الميت ..؟
لم اذكر انى بكيتكَ كما فعلت بالأمس
وضحكت أيضاً ..
ذهب عقلى فجأة لذكرى
ظننتها كسرت بداخِلنا شيئاً ما
قرأت كلماتكْ مرة واثنتان وثلاثة
حتى كدتُ احفظها عن ظهرِ قلب
ولم أجد مايحملنى على البُكاء
سِوى ..
سِوى نبرةٍ ما ..
أعتدتُها منكْ وأعلم مُسبقاً توابعها
لذلك سأظلُ اضحك حتى نهايةِ الموقف
ولتُعيد علىّ تلك الكلمات مرةً أخرى ..
لا شىء يُذكر ..
لا شىء يختمِر بِذهنى كأفكارٍ سوْداء مثلاً ..
لا شىء يعتصِرُنى كَ حُلمٍ يظلُ يُراوِدنى كل صباحْ ..
صدقنِى .. لنْ أحاوِل أنْ أهتمْ بَعد الآن ..
أتعلم ..!
لدىّ الكثير الكثير لأخبرك به ..
رُبما لم تكن لدىّ مسبقاً تلك الشجاعة الكافية للبوح بها
رُبما ظننت كما العادة ان لغة الصمت من ذهب واستبدلتها بكل الخيارات ..
رُبما مللت التلصص عليك كعادتى من وراءِ ستار ..
رُبما سأستبدل ابتسامتى المُرة تلك حتى ترانى مجدداً
رُبما .... بل وألف رُبما ....
دعنى فقط اتنفسك من جديد
دعنى اخرج من صورة المُذنبة تلك التى رسمتها لك ..
أو ....
أو دعنى اكمل دورى الهزلى ذاك
وقف أنت كما المتفرج من خلف الكواليس
فقط شاهد بصمت ..!
الساعةُ الآن :
- 11 يَوم ، 12 ساعةْ ، 24 دقيقةْ
بتوقيتْ غِيابك ..
" وفاصِلة تَعنى لِى الكَثير ..."
الغياب ليس بجريمه بيد أن
الجريمه هي الغياب ...
ربما العذر يحدّ من الألمِ قليلاً
ولكن يبقى هنالِكَ ألَم / حنين ..
هكذا أجابنى عندما اخبرته عنك
ولم يكن يعلم حينها ماسر حماقتى
ولا أنى سيدة الغياب الاولى ..!
أتعلم ..
تراودنى الكثير من الشكوك الغبية
وأجدنى اطلب من أمى ثوباً أسود
وأحتفظ بدموعى ولا أهدرها
قد أحتاجها يوماً أفجع فيه بكْ ..
إلهى ..
فلتكن أفكارى خاطئة كعادتها
اليوم فقط ..
دَعنى اجربُ اليومَ معكَ شيئاً جَديداً ..
سَـ أجمعُ البقايا خلفكْ
و أرسمُ وجهكَ في سقفِ غُرفتي
و أحاوركَ كلَ ليلةٍ كالمجانينْ
و أشدُ الرحالَ إليكَ عندَ الحنينْ
و أعودُ إلى سريري آخرَ الليلْ فأبكيكَ وأبكيكْ ..
ليس الغيابُ مُجرد صفعة
قد توجهها لنا أيدى القدر
أو قيودٍ كَـ الزمنِ مثلاً أو المسافات ..
بل هو مرآةُ الأميرة المسحورة ..
غير أنها لا تُخبرنا كم نبدو أجمل ..
بل تفضح لنا كم نبدو " لاشىء " بدونهم
نُخبرها الكثير والكثير عنهم ..
نحِنُ لهم .. نشتاق لأنفاسِهم ..
نتلو أحاديثهم كَـ نشيداً وطنياً يعلو سماءنا
تتراقصُ صورهم بكلِ مكان وفوق كلِ جِدار
لترتكب خطاياها بوجوهنا ليلاً
فَـ نغتفر نحنُ عنها بالنهار ..
ويظل الغيابُ شاهدٌ أعمى
يُجبرنا دوماً ..
أن ننتظرُ .. وننتظر .. وننتظر ..
الساعةُ الآن :
- 33 يَوم ، 12 ساعةْ ، 24 دقيقةْ
بتوقيتْ غِيابك ..
بتوقيتْ الانتظارْ
بتوقيت كل الأشياء التى تختفى بِكْ ..
مَضى على غِيابكْ أكثَر مِن ضِعف عُمرى ..
كُنت قدْ وَعدتُ بألا أحتسِب الوقت مُجدداً
فَأثقلنى جَوفى بِما لا أودُ إفصاحه ..
بعضاً مِن أوراقٍ ماضيةْ قُد لـا تتبعُها أوراقٌ أخرى